حول كلمة مزة

يشيع استخدامها بمعنيين، الأول بمعني الفتاة الجميلة عموما والثاني بمعني الفتاة صاحبة الجسد المثير.وتتمتع الكلمة بجماهيرية في بعض الأفلام فضلا عن ذكرها في أعمال مسرحية حديثة. إلا أن مذكر الكلمة “مز” لا تتمتع بنفس القدر من الجماهيرية..

يبلغ عدد النتائج التي تظهر في حال  كتابة كلمة “مزة”  في محرك البحث جوجل (باستخدام فلترة متوسطة) حوالي مليون نتيجة. ظهرت الكلمة في نشرة أو اثنين من نشرات الإرشاد السياحي. كما أصبحت كلمة لها تعريف في قاموس اللغة الإنجليزية الشعبي “إربان ديكشنري“.

An Egyptian term for any curvey foxy girl who’s wearing a sexy outfit and usually showing some flesh

اكتسبت الكلمة  شهرة طاغية  في العقدين الآخيرين. ودار حولها نقاش واسع حول المعني والدلالة.

لا نعرف على وجه التحديد متي بدأ المصريون في استخدامها. لكن جل ما نعرفه أنها كلمة دخلت العامية المصرية لكن دون معرفة أصل الكلمة بالتحديد.

وردت الكلمة في عدد من الأفلام في عقد السبعينات، لكنها شهدت ذيوعا واضحا في اللهجة القاهرية منذ عقد الثمانينيات.

ارتبطت الكلمة في هذا العقد بفئات حرفية بالأساس. هذا ما يكشفه لنا مثال محمود عبد العزيز في فيلم الكيف (إنتاج 1985)، حين استخدم الكلمة بصيغة الجمع في المشهد الذي جمعه مع الراقصة (ق: 2:27).

 كما انتشرت الكلمة بصورة كبيرة مع مسلسل الراية البيضا (سيناريو أسامة أنور عكاشة) الذي كان من المفترض أن يعرض عام 1989 لكن مشاكل رقابية أجلت عرضه حتى 1994.

جزء من انتشار الكلمة يرجع إلى طريقة توظيفها في أغنية النونو (سيد زيان): التمساحه التمساحه المزة راكبه ومرتاحه..قولتلها يا حلوة خدينى جانبك قالتلى مالكش مساحه.

وتكررت الكلمة مرة أخري وعلى لسان النونو، في مشهد تسأل فيه فضة المعداوي (سناء جميل) عن ….(سمية الألفي)، فجاء رد النونو:

دي المزة بنت الدكتور صاحب أبو الفار

لكن يبدو أن هناك خلافا في استخدام الكلمة ما بين الكيف والراية البيضا

استخدامها في الكيف لوصف راقصة ليس بمعني المهنة ولكن بمعني التركيز على الجانب الجسدي، وهو استخدام سيثير لاحقا نفورا من بعض ناشطات المرأة.

في المقابل كان استخدام النونو للمفردة مجرد إشارة ربما إلى فتاة جميلة.

++++

ذيوع الكلمة كان السبب في الاختلاف حول مضمونها. تتوافق ثلاثة إتجاهات على أنها كلمة غير لائقة:

إتجاه يرى في الكلمة تعبير غير لائق ولا يجوز استخدامه كمفردة في التواصل الاجتماعي. أى أن الكلمة دخلت قاموس الكلمات المعيبة.

إتجاه ثاني ويغلب عليه الإحالة إلى الدين. حيث يشير إلى أن الكلمة مأخوذة من كلمة “ًًًًًٌٌٌََََُُُمزة” بفتح الميم ـ أى مجموعة المقبلات التي تقدم أثناء شرب الخمر أو البيرة. ومن ثم لا يجوز في سياق مثل هذا استخدام هذه الكلمة.

الإتجاه الثالث، وهذا هو الأهم، يرى في “مزة” تقزز وذلك للمعاني الجنسية الكامنة في استخدام الكلم. وهذه الاقتباسات جزء من رسالة التعريف بجروب على الفيس بوك يسمي “قل امرأة.. ولا تقل مزة”. ويضيف التعريف:

“للأسف كلمة مزة بقت سلاح بيستخدم ضد المرأة في مصر. خلاص الجنس الأنثوي كله بقى بيصنف على انه مزة, والكلمة بقت على كل لسان وكل الأعمار والمستويات والطبقات الاجتماعية بتستخدمها. مزة كلمة مقززة, ليها معنى جنسي, وهدفها اختزال المرأة في جسمها والتحقير من شأنها وفرض مكانة دونية ليها ف المجتمع”.

يبلغ عدد أعضاء الجروب حوالي 3000 شخص (متواضع العدد نسبيا)، ويعكف على إدراته 4 أعضاء.

لكن هذه اللغة الغاضبة لم تنتج نقاشا في هذا الجروب ربما بفعل التعليقات المستفزة أحيانا لبعض الأعضاء.

لكن الشعار اكتسب حضورا (ليس بالساحق) ولكنه موجود.

نفس وجهة نظر تبنتها مدونة “عالم فانتازيا” في تدونية حملت عنوان “المزة المصرية (المرأة المصرية سابقا)”  (مارس 2008)، حيث كتبت:

“الكلمة دي معناها مش كويس ف العربي وبتدل على نظرة دونية تحقيرية للمرأة. ودا مثال واضح إزاي لغتنا دلوقتي بتعكس نظرة المجتمع المصري للمرأة بشكل عام. الكلمة دي تعبير حي عن كل المشاعر السلبية وعدم الإحترام اللي ف دماغ الرجالة في تعاملهم مع الستات .. حتي اللي هما معجبين بيهم وبيشوفوهم جذابين أو متألقين”.

مبعث رفض الكلمة في الغالب يرجع إلى هيمنة التعريف الذي يرى في “المزة” الفتاة صاحبة الجسد المثير.

في محرك البحث جوجل، ستظهر نتائج البحث عن مزة وهي لا تخلو في كل الأحوال (كل أنواع فلترة البحث) من مواقع جنسية (بمعني المواقع التي تقدم صورا وأفلاما جنسية).

كما تشير نتائج البحث إلى ارتباط الكلمة أحيانا بصفات محددة، مثال مزة جامدة أو  مزة طحن أو الإثنين معا مزة جامدة طحن.

وفي “جوجل صور” تظهر  صور  تركز على الجسد، من عينة صورة لسعاد حسني وصورة لـ ” مزة ميلودي”.

وعلى يوتيوب ستكون النتائج أكثر تركيزا على فيديوهات لفتيات يرقصن أو في أوضاع جنسية وشبه جنسية.

Leave a comment