علي الدين هلال: ماذا فعلت بالسياسة وماذا فعلت بك؟

ماذا فعلت بالسياسة وماذا فعلت بك

ينعي حسن نافعة الإنجاز العلمي لعلي الدين هلال قائلا:
ولا أظن أننى أبالغ إن قلت إن صدور عبارات من هذا النوع على لسان أستاذ للعلوم السياسية أصاب كل المنتمين إلى هذا الحقل البحثى بالخزى والخجل. فقد سمعت بنفسى عددا من زملائه وتلاميذه، جمعتهم المصادفة فى مكان واحد فى نفس يوم صدور الصحف التى نقلت تصريحاته، يتساءلون فى دهشة ممزوجة بالاشمئزاز عما عسى أن تكون السياسة قد فعلت به وفعل بها!

ترجع الذاكرة إلى أكثر من عشر سنوات خلت. بالتحديد في أوائل الفصل الدراسي لعام 1999-2000 حين اطلقت الزغاريد عند مكتب عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
أخيرا لبى أهل الحكومة نداء الرجل الذي كان يطمح في تولي منصبا وزاريا.
وقتها سمعت غمز بعض الخبثاء-أو العالمين ببواطن الأمور. ألمحوا أن توزير علي الدين جاء نتيجة منطقية لعلاقته الوثيقة برئيس الوزراء الجديد أى عاطف عبيد.
لا أذكر ما هي تفاصيل هذه العلاقة الوثيقة. لكن أشار  البعض  بطرف خفي إلى نورا عاطف عبيد التي هبطت بالباراشوت على كلية الإقتصاد أثناء عمادة علي الدين هلال.
أذكر أيضا أن هدي جمال عبد الناصر (كانت أستاذ مساعد في كلية الاقتصاد آنذاك) زعمت-حين كانت تفيض علينا من غزير علمها في النظم السياسية المقارنة-بأن (الرئيس حسني) مبارك لا يحب على الدين هلال.
تمتع علي بشهرة كبيرة فعليا. كان يقدم برنامج تليفزيوني يسمى كلام في السياسة. وكان على تواصل مع أجهزة نعرفها ولا نعرفها منذ سبعينيات القرن الماضي.
إبان حرب أكتوبر عمل علي  الدين هلال في “إذاعة القاهرة” التي كانت تبث باللغة العبرية. وفي سيرته الذاتية-حتما- عشرات من أمثلة هذه الأعمال.
لكن المهم أن قرار تعيين علي الدين وزيرا جاء في الوقت المناسب. ذلك لأن الرجل كان حزينا في اعتقادي. تسببت علاقة النفور بينه وبين رئيس جامعة القاهرة  فاروق إسماعيل في أن يدعم الأخير اسم نجيب الهلالي جوهر ليخلفه في منصب رئاسة الجامعة.
غادر فاروق إسماعيل منصبه. كان الوقت صيفا آنذاك، وذهبت إلى المدينة الجامعية أطلب سكنا بعد انتهاء الفصل الدراسي. أخذت ورقة وقع عليها عميد كليتي علي الدين هلال وذهبت بها إلى رئيس المدينة الجامعية. أمسك الرجل بالورقة وابتسم قائلا: وكيف يمكن أن نرفض طلبا لرئيس الجامعة؟
في الواقع وكما أخبرني أحمد حسان، صحفي التعليم المخضرم بجريدة الأسبوع، أن علي الدين هلال كان الأنسب للمنصب حتي مقارنة بفاروق إسماعيل.
حين غادر مفيد شهاب منصب رئيس الجامعة في 1997، لم يرشح علي الدين هلال للمنصب. شهاب لم يكن يحب علي الدين. شهاب كان ساخطا على وزير التربية والتعليم الشهير آنذاك حسين كامل بهاء الدين لأسباب شخصية.
حسين كامل بهاء الدين رأي في علي الدين هلال الشخص المناسب لتولي منصب أمين المجلس الأعلى للجامعات التابع لوزارة التربية والتعليم.
كان علي يرأس جلسات المجلس أي أنه كان يرأس مفيد شهاب.
وفي جلسات مجلس الجامعة كان مفيد شهاب يرأس علي الدين هلال.
المهم في صيف 1999، لم يظفر علي برئاسة الجامعة. لكن وبشر الصابرين. حصل على المقعد الوزاري الذي أبدع فيه ونال صفر المونديال.
حين تولي علي الوزارة. قال إيراهيم نافع معددا مناقب عميدنا السابق إن علي رأس مؤسسة علمية أنتجت خريجين أكفاء خلافا لباقي منتجات التعليم الجامعي.
بعد فترة، وقعت الخصومة بين الرجل وقطبين من أقطاب “أخبار اليوم”. بات الرجل هدفا لانتقادات إبراهيم سعدة وأحمد رجب. وأنا، وأعوذ بالله من كلمة أنا-خلافا لكل البشر تقريبا- أحب كتابات الأول واستغلث أفكار الثاني.
كان من أهم إنجازات علي الدين في الوزارة هو أنه استقدم شخصيات مثل صفي الدين خربوش الرئيس الحالي للمجلس القومي للشباب.
خربوش واحد من الأمثلة  النادرة على إمكانية أن تكون شخصية محترمة ووقورة وفي نفس الوقت منتسبة للحزب الوطني.

Leave a comment